منها اليمن وسوريا.. أزمات إنسانية صاحبت الحروب في العالم العربي خلال 2021

منها اليمن وسوريا.. أزمات إنسانية صاحبت الحروب في العالم العربي خلال 2021

 

 

تسببت النزاعات المسلحة والحروب في تدمير حياة الناس الذين يجدون أنفسهم معرضين لسوء المعاملة، ومضطرين لمواجهة الفقر والمعاناة بالنزوح أو العيش تحت الحصار والحرب، وغالباً ما يعاني الناس من الفقر بدون الحصول على احتياجاتهم الأساسية اللازمةمن أطعمة ومياه شرب نظيفة وخدمات صحية.

 

وخلال عام 2021 عانى الملايين من العرب في مناطق الحروب والنزاعات المسلحة من الحصار والحروب والأمراض، فيما كانت المساعدات الإنسانية أقل كثيراً مما يحتاجه هؤلاء، ما دفع العديد منهم للهجرة خارج البلاد، بحثاً عن فرص أفضل للعيش الكريم الآمن.

 

وفي السطور التالية تستعرض «جسور بوست» حجم وأشكال المعاناة التي واجهت الملايين من العرب بسبب الحروب والنزاعات المسلحة خلال عام 2021.

 

 

سوريا

 

في سوريا، تأثّر السكان والنظام الصحي بشدّة بعد أكثر من 10 سنوات من النزاع المسلح، ويبين التّدفق الكبير للإصابات الجماعية أن الحاجة للرعاية المنقذة للحياة لا تزال مرتفعة للغاية، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

 

وقالت المنظمة في تقرير لها عبر موقعها الرسمي، إنه لا تزال الحاجة إلى الاستجابة لحالات الطوارئ الطبيّة، مثل حوادث الإصابات الجماعية أو تفشي الأمراض، شديدة للغاية في شمال غرب سوريا، وذلك نظراً لتقلّب الوضع هناك.

 

وأضافت أنه بالرغم من التوقيع على وقف لإطلاق النار في مارس من عام 2020، إلّا أن الغارات الجوية والقصف المتكرر تسبب في المزيد من الإصابات والضحايا.

 

وتقول منظمة «أطباء بلا حدود»إنها مستعدة للاستجابة، وتواصل مراقبة ما يحدث في سوريا، لتتمكن من زيادة قدراتها على الاستجابة أثناء وبعد حالات الطوارئ لتلبية احتياجات السكان الضرورية.

 

وفي تقدير جديد للأمم المتحدة، أعلنت الجمعة المفوضة السامية لحقوق الإنسان، أن الحرب في سوريا تسببت في مقتل ما لا يقل عن 350 شخصاً،وذلك خلال الفترة الممتدة بين مارس 2011 ومارس 2021.

 

 

اليمن

 

قالت منظمة «أطباء بلا حدود»إن سوء التغذية في اليمن مشكلة يعود تاريخها إلى ما قبل اندلاع الحرب، إلا أن النزاع الذي بدأ قبل حوالي سبع سنوات فاقم سوء التغذية في في عدد من المحافظات الواقعة شمال غرب اليمن.

 

وتسود حالة سوء التغذية بشكل كبير في صفوف الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات، حيث كشفت بيانات أطباء بلا حدود عن ارتفاع مقلق في عدد الحالات خلال 2021.

 

ومنذ بداية عام 2021، يستقبل المركز العلاجي في مستشفى عبس ما يزيد على قدرته، حيث دخل المستشفى 3,377 مريضاً بين يونيو ونوفمبر 2021.

 

وارتفعت نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية تصاحبه مضاعفات أخرى مثل التهابات الجهاز التنفسي والإسهال الحاد، بنسبة 76% مقارنة بما كانت عليه خلال الفترة نفسها من العام 2020.

 

ولم يعد العديد من اليمنيين يتقاضون أجورهم أو فقدوا مصادر عملهم بسبب الحرب، كما أدى انخفاض قيمة العملة المحليةوما صاحبه من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود وغيرها من الضروريات إلى تراجع قدرة الناس الشرائية بشكل مخيف.

 

وبحسب منظمة «أطباء بلا حدود»، تؤوي مدينة عبس والمناطق المجاورة لها نحو 55,650 أسرة نازحة بسبب الحرب، وتعتمد هذه الأسر على المساعدات الإنسانية لكي تستطيع العيش،فيما تكافح الأسر من أجل توفير كمية طعام مناسبة لأطفالها.

 

 

جنوب السودان

 

كانت دولة جنوب السودان تصارع ما لا يقل عن 30 أزمة إنسانية عند استقلالها، وكان جزء من البلاد غارقاً في معارك قبلية عنيفة، بجانب النزاع المتجدد في المناطق الحدودية مع السودان، بحسب «أطباء بلا حدود».

 

ورغم اتفاق السلام الذي جرى توقيعه في عام 2018 لينهي 5 سنوات من الحرب الأهلية، وما تبعه من تشكيل حكومة موحدة في أوائل عام 2020، لا يزال الوضع متقلباً على الكثير من الجوانب.

 

ففي عام 2019، شهد جنوب السودان تجدد النزاعات المحلية والاقتتال بين الفصائل المختلفة، والتي تصاعدت في ذلك الوقت خلال عامي 2020 و 2021.

 

وقالت المنظمة، إنه في الوقت الحالي، بات نحو 8.3 مليون شخص، في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، بجانب 2.2 مليون شخص من جنوب السودان لاجئين في بلدان مجاورة، في أكبر أزمة للاجئين في القارة السمراء.

 

وبحسب المنظمة، فإنه لا يزال أكثر من 1.6 مليون شخص نازحين داخل جنوب السودان، وفي أفضل الأحوال، يبقى جنوب السودان عرضة للأزمات الإنسانية في المستقبل، وسيحتاج إلى المساعدة حتى يستطيع مواجهة التحديات التي تقف عقبه في وجع تقدمه ونموه.

 

 

فلسطين

 

لا يزال الوضع في فلسطين متقلباً بعد عدة أشهر من الهجوم الذي تعرض له قطاع غزة، والذي خلّف 256 قتيلاً من الفلسطينيين و13 قتيلاً من إسرائيل، وحدث ذلك على خلفية تزايد انعدام الأمن بالضفة الغربية مع ارتفاع هجمات الإسرائيليين على الفلسطينيين مقارنة بالفترة نفسها في عام 2020.

 

وبحسب الأمم المتحدة، حدث نحو 273 اعتداء على الفلسطينيين من قبل الإسرائيليين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2021، مقارنة بـ370 اعتداء حدث في عام 2020 بالكامل، و 340 اعتداء وقع خلال عام 2019.

 

وشهدت محافطة الخليل التي تعد منذ فترة طويلة بؤرة للعنف في الأراضي الفلسطينية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تصاعداً في العنف والهجمات التي يشنّها المستوطنون منذ بداية عام 2021.

 

وفي عام 2021، واجه الفلسطينيون في محافظة الخليل وحدها، عنفاً من المستوطنين داخل المحافظة بأكملها، بجانب التعامل مع التحدّيات اليومية في ظل الاحتلال، والتي تشمل تقييد الحركة وعدم الحصول على الخدمات الطبيّة، بالإضافة إلى هدم المنازل.

 

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود»، إنه قامت بعلاج 75 شخصاً يعانون من مشاكل نفسية في فلسطين، بسبب اعتداءات وعنف المستوطنين، بما في ذلك الضرب الجسدي والمضايقات، مشيرة إلى أن ذلك حدث خلال لأشهر الستة الأولى فقط من عام 2021 مقارنة بـ65 شخصاً تم علاجهم خلال عام 2020 بالكامل.

 

 

العراق

 

وفي العراق، أكد تقرير جديد صادر عن بعثة الأمم المتحدة (يونامي) ومكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان،تراجع أوضاع حقوق الإنسان في البلاد، مطالبة بضرورة منع التعذيب في أماكن الاحتجاز بالعراق، بما في ذلك إقليم كردستان.

 

وأقرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميشيل باشيليت، بالتغييرات القانونية ضد التعذيب في العراق، لكنها قالت إن السلطات العراقية بحاجة للتنفيذ الفعال للأحكام الواردة في القانون، مشيرة إلى أنه إذا لم يكن الأمر كذلك، فإنها تظل حبراً على ورق.

 

ويغطي التقرير الأممي الفترة من 1 يوليو 2019 إلى 30 أبريل 2021، ويستند إلى مقابلات أجريت مع 235 محتجزاً، إلى جانب موظفي السجون والقضاة والمحامين وعدد من أهالي المعتقلين.

 

وأوصت الأمم المتحدة باعتماد قانون شامل لمناهضة التعذيب في العراق، واعتماد خطة عمل وطنية، تتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، خاصة اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.

 

وفي إقليم كردستان العراق، تقلصت مساحة حرية التعبير بشكل متزايد خلال 2021، وتعرض منتقدو السلطات لخطر الترهيب والاعتقالات التعسفية،واتُهم بعضهم بعدد من الاتهامات بموجب قوانين الأمن القومي، بحسب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

 

ووثق تقرير صادر عن مكتب حقوق الإنسان الأممي، ما اعتبره نمطاً مثيراً للقلق، لوحظ في الفترة من مارس 2020 إلى أبريل 2021، حيث تم استهداف الأشخاص بسبب ممارسة حقهم المشروع في الإبلاغ عن ممارسات السلطات العامة أو انتقادها.

 

ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة التخطيط العراقية ارتفاع نسبة الفقر في البلاد إلى 27% خلال 2021، مقارنة بالنسبة السابقة والتي بلغت 2%، متأثرة بتبعات الحرب على الإرهاب وتفشي فيروس كورونا.

 

وارتفعت نسبة الفقر في العراق خلال المرحلة الأولى لظهور وباء كورونا في النصف الأول من عام 2020 إلى 31.7%، إلا أنها عادت للتراجع بفضل إجراءات رفع حظر التجول وعودة العمل والأنشطة لوضعها الطبيعي التي أدت إلى انحسار النسبة إلى 25% خلال عام 2021، بحسب تصريح سابق للمتحدث باسم وزارة التخطيط.

 

ويقترب عدد الفقراء في العراق من 10 ملايين شخص، وذلك من مجموع تعداد سكان البلاد البالغ 40 مليوناً و150 ألف نسمة، وفق آخر إحصاء رسمي.

 

 

ليبيا

 

لا تزال ليبيا غارقة في فوضى أمنية وسياسية بعد 10 أعوام على الثورة التي أطاحت بحكم معمر القذافي، تفاقمها التدخلات الخارجية وتحرم الليبيين من ثروات بلادهم الكبيرة، بحسب وكالة “فرانس برس”.

 

ويعيش نحو 7 ملايين شخص في ليبيا التي تشهد بعد 10 أعوام من انطلاق انتفاضة شعبية من بنغازي في سياق ثورات “الربيع العربي” تنافساً بين معسكرين في الشرق والغرب في انتظار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتعيد الدولة لسابق عهدها.

 

ولا يزال آلاف المرتزقة والمقاتلين الأجانب موجودين في ليبيا، رغم الاتفاق بين جميع الأطراف المتقاتلة على ضرورة مغادرتهم للبلاد والشروع في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

 

وفي طرابلس، لا يزال الليبيون يعانون من نقص كبير في السيولة النقدية وضعف الإمداد بالوقود والكهرباء والتضخم المالي.

 

وقالت “فرانس برس”، إن ليبيا تحولت إلى مركز لتجارة البشر في القارة، وصار عشرات الآلاف من المهاجرين تحت رحمة المهربين، يعيشون في مأساة إنسانية كبيرة، ويتعرضون لانتهاكات جسيمة، فيما يموت عدد كبير منهم أثناء محاولتهم العبور نحو الضفة الشمالية للمتوسط.

 

وتعتقد الأمم المتحدة أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال نشطاًفي الجنوب الليبي، حتى بعد مقتل زعيم داعش، أبوبكر البغدادي، في 27 أكتوبر  من عام 2019، حيث بايع قائد داعش في ليبيا، عبدالقادر النجدي، خليفة البغدادي، المدعو أبوإبراهيم الهاشمي القرشي، ليواصل جرائم التنظيم الإرهابية.

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية